الخميس، 3 نوفمبر 2016

الصعوبات الخاصة باللغة الشفهية.

الصعوبات الخاصة باللغة الشفهية:


ترتبط اللغة الشفوية بالعمليات النفسية النمائية ارتباطاً شديدا. ً فلا يمكن للغة أن تتطور عند الطفل بدون المتطلبات المعرفية من انتباه وتذكر وإدراك. ومعروف بشكل واضح الصلة الوثيقة ما بين التطور اللغوي والتطور العقلي والعلميات العقلية.

 ركائز اللغة الشفوية
ترتكز اللغة الشفوية على وجود مداخل سليمة، كجهاز السمع المستقبل للأصوات، وعلى الجهاز العصبي المركزي الخاص بالسمع، وعلى المنطقة الخاصة بالكلام. كما ترتكز على وجود مخارج كجهاز النطق. وإذا أصيبت أي ركيزة من هذه الركائز باضطراب فإنها تؤدي إلى اضطراب النطق والكلام. لهذا فإن المتخلفين عقلياً بينهم كثيرون ممن يعانون من اضطرابات في اللغة الشفوية.

 مكونات اللغة الشفويةتتكون اللغة الشفوية من مكون استقبالي هو السمع والبصر، ومن مكون تعبيري هو جهاز النطق والحركة.
وللغة الشفوية عناصر أساسية، هي:
.1 الصوتيات: يقصد بها نظام الأصوات الكلامية في اللغة. وأصغر وحدة هي “الفونيما”. وهي عبارة عن وحدة صغيرة تساعد على تمييز نطق لفظة عن لفظة أخرى.
.2 التراكيب: هي نظام خاص ببناء شكل الكلمات في اللغة لصيغ الجمع والمفرد والأفعال وغيرها.
.3 المعاني: تشير إلى المعنى في الكلام. كما أن هناك جوانب اجتماعية تفيد في تحقيق التفاهم والتواصل.

يمكن تصنيف اضطرابات اللغة الشفوية في:
.1 اللغة الاستقبالية الشفهية.

.2 اللغة الداخلية أو التكاملية.
.3 اللغة التعبيرية الشفهية.

أولاً – صعوبات اللغة الشفوية الاستقبالية:


يواجه الأطفال الذين يعانون من صعوبات في اللغة الاستقبالية مشكلات في فهم المعنى. فهم يتمكنون من سماع الأصوات، ولكنهم لا يتمكنون من فهم معناها، وهذا ما يدعى بالحبسة الاستقبالية، أو الحبسة الحسية، أو ما يسمى بالصمم اللفظي. وبقدر ما تكون الصعوبة أشد بقدر ما يتعذر على الطفل الاستجابة والقدرة على التعبير. والمثال التالي يبين مدى خطورة هذه المشكلة عند الأطفال: أحضر طفل يبلغ من العمر خمس سنوات إلى العيادة لمعالجة النطق والكلام. وقد اعتقد الأهل بأنه لا يستجيب للكلام الشفهي لأنه أصم. ومع أن التخطيط السمعي أشار إلى أنه قادر على السمع فإن مشكلته كانت تتمثل في عدم القدرة على فهم ما يقال. وفي الوقت نفسه فإن الطفل قد استجاب للإشارات والأوامر الحركية. وكان ينزع للاستجابة بشكل حركي، فعند سماعه لعبارة “تعال إلى هنا” لا يقوم بأي استجابة، ولكن إشارة اليد التي تحمل المعنى جعلته يقوم باستجابة فورية. وبالتالي الاستجابات الحركية تطورت لديه كنظام بسبب عدم قدرته على تفسير اللغة وفهمها. وبسبب عدم فهمه للغة لم يستطيع الكلام.
لقد أشارت الفحوص النفسية المعرفية إلى أن مستواه العقلي وفق اختبارات الذكاء يقع في المدى العادي. وبالتالي فهذا الطفل يعاني من صعوبة في اللغة الاستقبالية.


ثانياً – صعوبة اللغة الداخلية التكاملية:

المقصود باللغة التكاملية أنها التي تفسر الأصوات. وترابط الخبرات اللغوية بعضها ببعضها الآخر ربطاً يقوم على فهم العلاقات السببية وعلاقات التشابه والتقارب والاختلاف. تبدأ هذه اللغة في مرحلة الطفولة المبكرة على شكل لغة داخلية. ويستدل على هذه اللغة عندما يبدأ الأطفال بالوصول إلى استنتاجات منطقية خلال اللعب والنشاطات اليومية. ثم تتطور هذه المرحلة لتصبح مرحلة يأخذ الكلام فيها بالحديث عن نفسه، حيث يتم تصنيف الأشياء لفظياً، ويستخدم التشبيهات والأقوال المتناسبة مع السياق العام للنشاط.
إن الأطفال الذين يعانون من صعوبات في اللغة التكاملية قد يفهمون اللغة الاستقبالية، لكن يتعذر عليهم ربط ما سمعوه مع خبراتهم السابقة. فعندما تعرض مجموعة من الأشياء على الطفل مثل حذاء، جوارب، كرة، مضرب، فقد يربط بين هذه الأشياء بصرياً، ولكن إذا تم سؤاله ماذا يتناسب مع المضرب يتعذر عليه القول بأنها الكرة، أو ما يتناسب مع الحذاء، يتعذر عليه الاستجابة بلفظ الجوارب. فيكون الطفل بحالة لا يستطيع معها تحديد العلاقات الموجودة بين الأشياء. من الدراسات التي أجريت على صعوبات اللغة التكاملية، الدراسة التي أجراها “لوك” وآخرون حيث قاموا بتسجيل الاستجابات اللغوية ل 237 طفلٍ تم وضعهم في فصول خاصة باللغة وصعوباتها. وقد استنتج “لوك” وآخرون أن أكبر عجز يعاني منه الأطفال يتعلق بعملية الترابط والتكامل.

ثالثاً – صعوبات اللغة التعبيرية:تظهر هذه الصعوبة عدم قدرة الطفل على التعبير عن نفسه شفهياً. فهناك من الأطفال خلال نموهم لا يتمكنون من الكلام بالصورة العادية، فهم أشبه بالصم والبكم، ويتعذر عليهم إطلاق اللفظ مقروناً بالتعبيرات الانفعالية، على الرغم من أنهم يفهمون ما يقال لهم.
لقد حدد “جونسون” نمطين اثنين لصعوبات اللغة التعبيرية، هما:
النمط الأول: صعوبة اختيار واسترجاع الكلمات. وقد يعزى ذلك إلى صعوبة في الذاكرة السمعية، أو إعادة ما تم سماعه.
النمط الثاني: صعوبة في بناء الجمل وتركيبها، حيث يستطيع هؤلاء الأطفال استخدام كلمات منفردة وعبارات قصيرة، ولكنهم يواجهون صعوبة في بناء جملة كاملة. ويتصف كلامهم بحذف بعض الحروف أو إبدالها أو تشويهها.

رابعاً – صعوبات اللغة الكلية:

في هذه الحالة يواجه الطفل صعوبات في كل من اللغة الاستقبالية واللغة التعبيرية واللغة المختلطة “استقبالية وتعبيرية”. وهي أشد حالات الصعوبة اللغوية. فالطفل لا يستطيع أن يستقبل الأصوات ولا يفهمها.


تشخيص صعوبات اللغة الشفهية:
يمكن للمعلم القيام بعملية التشخيص من خلال استخدام وسائل وأدوات غير رسمية.
ويمر ذلك بمراحل:
المرحلة الأولى: يتم فيها قياس التباين ما بين القدرة الكامنة والتحصيل اللغوي، وذلك من خلال الاختبارات النفسية التربوية التي تفحص إمكانات الطفل اللفظية الأدائية. ويمكن بالتالي للمعلم أن يعرف الكيفية التي يحل بها الطفل المشكلات ذات الطبيعة الاجتماعية.
مثلاً هل يلعب الألعاب التي يلعب بها الأطفال الآخرون في مثل سنه؟
فإذا تبين أن لدى الطفل قدرات غير لفظية تشبه القدرات الموجودة عند الأطفال الآخرين، ولكن الطفل يعاني من مشكلات خاصة في الاستماع أو الكلام فإنه يمكن أن يكون لديه تباين ما بين سلوكه اللفظي وغير اللفظي.

المرحلة الثانية: تحديد فيما إذا كان الطفل يعاني من صعوبات استقبالية، أو صعوبات تعبيرية، أو كليهما معاً. ويمكن تحديد الصعوبة في الحالات التالية:
1- إذا لم يستطيع الطفل تسمية الأشياء الموجودة أمامه رغم فهمه لما يقال، فهذا دليل على وجود صعوبة في اللغة التعبيرية. وبالتالي فالطفل لا يتمكن من التعبير اللفظي.
2- إذا لم يستطيع الطفل الإشارة إلى الأشياء الموجودة أمامه عندما يطلب منه ذلك، فإنه يستنتج أنه من الممكن أن تكون لديه صعوبة استقبالية.
3- إذا لم يستطيع تسمية الأشياء ولا الإشارة إليها، فمن المتوقع أن تكون لديه صعوبة كلية “استقبالية وتعبيرية”.

المرحلة الثالثة: فيها يتم تقويم إمكانات الطفل الحسية الجسمية والنفسية البيئية التي يمكن أن يكون لها دور في صعوبات التعلم لديه. لذلك على المعلم أن يتحرى المسائل التالية:
1- إمكانات الحس السمعي لدى الطفل:
هل يعاني الطفل من مشكلات في سمعه؟ ولمعرفة ذلك يقف المعلم خلف الطفل، ويسأله بصوت خافت كما يتحرى المعلم قدرة الطفل من الناحية التميزية:
هل يميز الأصوات التي يسمعها؟
بالإضافة إلى تحري الذاكرة السمعية عند الطفل.
فكثير من صعوبات اللغة الشفوية لدى الأطفال ناجمة عن عجز الذاكرة السمعية لديهم.
2- إمكانات الطفل العقلية:
يتم فيها تحري التفكير لدى الطفل، القدرة على تشكيل المفاهيم، وحل المشكلات. ويمكن فحص ذلك من خلال قدرة الطفل على معرفة أوجه الصح والخطأ في مواقف معينة، وإمكانية مواجهته لمشكلات تتطلب حلولاً بسيطة.

عيوب الكلام الظاهرة عند الأطفال:
1-  العيّ :
يقصد بالعي تلك الحالة التي يعجز الفرد فيها عن النطق بأي كلمة بسبب توتر العضلات الصوتية وجمودها. ولذلك نرى الفرد الذي يعاني من العي يبدو كأنه يبذل مجهوداً خارقاً حتى ينطق بأول كلمة في الجملة. فإذا تم له ذلك يندفع كالسيل حتى تنتهي الجملة، ثم يعود بعدها إلى نفس الصعوبة حتى يبدأ الجملة الثانية، وهكذا …
2- التأتأة :
يقصد بالتأتأة إبدال حرف بحرف آخر، ففي الحالات البسيطة ينطق الطفل حرف الذال بدلاً من السين، والواو أو اللام أو الياء بدلاً من الراء، وقد يكون ذلك نتيجة لتطبع الطفل بالوسط الذي يعيش فيه، وقد ينشأ ذلك نتيجة تشوهات في الفم أو الفك أو الأسنان تحول دون نطق الحروف على وجهها الصحيح.
ينطق الطفل في الحالات الشديدة بألفاظ كثيرة غير مفهومة. وهذا ينتج عن عيب في سمع الطفل يمنعه من تمييز الحروف والكلمات التي يسمعها ممن حوله. ونطق السين ثاءً من أكثر عيوب الكلام انتشاراً.

 3- الحذف:
في هذا النوع من عيوب النطق يحذف الطفل صوتاً من الأصوات التي تتضمنها الكلمة. ومن ثم ينطق جزءاً من الكلمة فقط، قد يشمل الحذف أصواتاً متعددة. وبشكل ثابت يصبح كلام الطفل في هذه الحالة غير مفهوم على الإطلاق حتى بالنسبة للأشخاص الذي يألفون الاستماع إليه كالوالدين وغيرهم.
تميل عيوب الحذف لأن تحدث لدى الأطفال الصغار. تظهر عيوب في نطق الحروف الساكنة التي تقع في نهاية الكلمة أكثر مما تظهر في الحروف الساكنة في بداية الكلمة أو في وسطها.




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق